رِسـالـة : .. ← قَـدَّمَ الـلهُ الـسّـمْـعَ على الـبَـصـرِ في سَـبْعَة عَـشـرَ مَـوْضِعاً في كِـتا بهِ مِـمَّـا يَـدُلُّ على جَلالةِ قَـدْرِهِ ، وقَـدْ ذكـرَ أهـلُ الطـبِّ أنّ سَـمْـعَ الإنـسانِ يَـتـكـوّن تـكـوِيـنـاً تـاماً قـبْـلَ الـبَـصَـرِ ؛ وهـنـا تـظهَـرُ الحِـكْـمَة من تـقْـدِيـمِهِ • قال الـنّـبِيّ : (( ليْـسَ مِنّا من لـمْ يَـتَـغَـنّ بِالـقـرْآنِ )) ، وقال : (( زَيِّـنوا الـقـرآنَ بِـأصْــواتِــكــمْ )) ؛ والـمُـرادُ بالـتّـغَــنّي هـنـا : تـحْـسِـيـن الـصّـوْتِ . وأمّـا المُـبا لـغَـة بالـتّـلحِـيـنِ والـتّـطـرِيـب لِـكـلامِ الـلهِ فـقد ذكـرَ الخِـلافَ فِـيه ابـنُ رجـب في رِسا لـتهِ " السّـماع " ، وقال : إن أكـثـرَ العُـلماءِ على مَـنْعهِ ، وذهـبَ بَعـضهمْ إلـى جَـوازهِ • وتُـسَـمِّـي الـعــربُ الـشعْــرَ والـحُـداءَ والـكـلامَ الـمَـسْـجــوع غِــنـاءً ( والغِـناءُ يُـسَـمّى في وَقْـتِـنا بالأنا شِـيـدِ ) ؛ قا ل ابـنُ الجَـوْزِيِّ : " كـان الغِـناءُ في زمـانِـهـمْ إنْـشـادَ قـصـائِـدَ الـزّهْـدِ إلّا أنـهُــمْ كـانـوا يُـلحِّـنـونَـهـا " • ﴿ أفَـمِـن هـذا الحَـديـثِ تَـعْـجَـبـون وتَـضْحَـكـون ولا تَـبْـكـون وأنتُـمْ سامِـدُون ﴾ ؛ والـسُّـمودُ هـو الغِـناءُ في لغـةِ حِـمْـيَـرَ ( أيْ : لغةِ أهـلِ الـيَـمَـن ) • الـزّفَـنُ هـو الـوَثـبُ بالـسّـلاحِ والـرّماحِ ( أيِ الـرَّقـصُ ) ؛ وهـذا جا ئـز لـشحْـذِ الهِـممِ للجِها دِ • الصَّـنْـجُ : دفّـتا نِ من نُحـا سٍ يُضربا نِ بـبعـضٍ فـيُـصدِرانِ صوتاً مُطـرِباً • رغْـمَ جَـلالـةِ ابـنِ حَـزم الأنـدلـسِـيِّ وفـضلهِ وعِـلـمهِ وحِـفـظـهِ ؛ إلا أنـهُ كـثِـيـرُ الـوَهـمِ والـغَـلـطِ في الـرُّوَّاةِ ولـذلِـك ردّ بعْـض الأحا ديـثِ الصّحـيحةِ ، وحكـمَ بالـوَضْـعِ على بعْـضِ الأحا ديـثِ في الصحـيحـيْـنِ . وقاعِـدة ابـنِ حَـزمٍ : أنّ من لم يعْـرِفهُ بَـداهة ( ارتجالاً ) يَحْـكـمُ عـلـيهِ بالجهالةِ ، وقـد حكـمَ على رُواةٍ كُـثـرٍ ، بل حتى الصحابة ، فـقـد حكـمَ عـلى يَعْـلـى بـن مُـرّة أنه مَجـهـولٌ ، وهـو صحا بـي مَعـروف .
عدد صفحات الرسالة 17 صفحة
 |
| تلخيص رسالة في : " حكم الغناء " (تنزيل) |
اكتب تعليقك هنا