فـي ضـوءِ الـقـرآنِ والسنة : ← إذا قـلـتَ لِـطِـفْــلِـك : لا تـخَـفْ ، وأنـتَ تـرْتـعِـشُ مـن الـخَـوفِ ، كـان سَـريـانُ عَـدْوى خَـوفِــك إلـيهِ أقـوى مـن الأقـوالِ . والـولــدُ الـذي يَــرَى والِـدهُ يـكـذِبُ ، لا يُـمْـكِــنُ أن يَـتـعَــلـمَ الـصّـدقَ . وإذا أرَدتَ أن تـوقِـدَ الحـمـا سَ فـي نـفـوسِ الـناس ، فـلابـدّ أنْ تـكـون أنـتَ مُـتّـقِـداً حـما سـاً • ما نـشـأتِ الـبِـدعُ إلّا مِـن تـقـديـمِ هـوى الـنّـفْـسِ على اتـباعِ الـنّـبِيِّ ، ولـذلـك سُـمِّيَ أهــلُ الـبِـدعِ بـأهــلِ الأهـواءِ ﴿فـإن لـمْ يَـسْـتجِـيـبـوا لـك فـاعـلـمْ أنّـمـا يَـتّـبِـعـون أهــواءَهُـمْ﴾ . والانـغِـمـا سُ فـي مَـراتـعِ الـشهـواتِ الـمُـحَـرَّمـةِ يُـمِـيـتُ الـشـعـورَ بالـنّـخْـوَةِ ( أي الـمُـروءةِ : وهي الأخْـذ بحمِـيـد الأخلاقِ وتـركِ رَديـئها ) والغـيْـرةِ فـتـصْـبِـحُ الـفـضا ئـلُ غـريـبة . والحِـسْـبة وسِـيـلة لـصـيـا نـةِ الـمُـجْـتـمـعِ مـن هـذهِ الآفـاتِ • لـعــلّ مـن الحِـكـمـة أن يـكـون تـحـريـرُ الـعــبِـيـد مُـتـدَرِّجاً ، فـقـد كــان العَـبْـدُ لما حـرّرَتـهُ أمـريـكـا يَـضـرِبُ فـي الأرضِ بَـحْـثـاً عـنِ الـرّزقِ ، ولا يـجـدُ ما يُحْـسِـنُ عـمَـلهُ ، فـيـضْـطـرُّ أن يـعـودَ إلى سَـيِّـدهِ كـما كـان . وقـد فـتـحَ الإسْلامُ للـعَـبِـيـدِ عِـدَّة أبواب لإخـراجـهِـمْ مـن الـرِّقِّ ( أيِ الـعـبـوديَّـةِ ) ، مِـثـلَ الـكـفّـاراتِ والمُـكـا تـبةِ ( وهيَ أن يـشـتـريَ العـبـدُ نفـسهُ من سـيِّـدهِ ولـوْ أقـساطاً ، وقـد جـعـلَ الإسلامُ في مالِ الزّكـاةِ سَـهْـماً تـدخـلُ فِـيهِ هـذهِ الإعـانـة ) • لِـماذا الـشـفـقـة عـلى يـدِ الـسّارقِ دون الـشـفـقـةِ عـلى رقــبَـةِ الـمَـسْـروقِ مِـنـه ؟ إنّ قـسْــوَة الحُـكـمِ فـي الإسْـلامِ هـيَ الـتي صانتْ يـدَ الـسّارقِ من الـقـطـعِ ، كـما صانـتْ روحَ المَـسْـروقِ مِـنهُ • نهـى الـنّـبِـيُّ عـن تـلـقّي الـرُّكـبانِ ؛ وهـو أن يـخـرُجَ صاحـبُ السّـلـعـةِ إلى طريــقِ الـقـا دِمـيـن بـهـا ، فـيَـلـقـاهـمْ قـبـلَ أن يـصِـلـوا إلى الـسّـوقِ ، فـيَـسْـتـأ ثِــرَ بـهـا دون الـنا سِ ( أيْ يَـخـصَّ بـها نـفـسَـهُ ) ، أو يَـغْـبِـنـهُـمْ ( أيْ يَـخْـدَعَـهُـمْ ) في ثـمـنِـهـا.
عدد صفحات الكتاب : 316 صفحة
تلخيص كتاب : في ضوء القرآن والسنة (تنزيل)
اكتب تعليقك هنا