المعرب والمبني ( تابع)
- تطرقنا في الدرس الماضي إلى المبني من الأسماء ، وقلنا أن ذلك يكون بسبب مشابهته للحرف ، وأخذنا أربعة أنواع : ( الضمائر - أسماء الاستفهام - أسماء الشرط - أسماء الإشارة) ، واستثنينا ( أيّ - ذان و تان) ، واليوم نواصل مع النوعين الباقيين: ( أسماء الأفعال - الأسماء الموصولة) ، هذه هي الأنواع الستة ، هذا هو المهم ، وسأفصل لمن يريد :
- قال - رحـ ـمه الـ ـله -
وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الْفِعْلِ بِلَا
تَأَثُّرٍ وَ كَافْتِقَارٍ أُصِّلَا
أسماء الأفعال:
- يقصد رحـ ـمه الـ ـله - في قوله ( كنيابة عن الفعل) ، أسماء الأفعال ، مثل : ( صه - آمين - هيهات - شتان - حي) هي مبنية ، وهي تعمل عمل الفعل ، لكن لماذا قال ( بلا تأثر ) ؟ وأين مشابهة الحرف؟ الجواب هو :
- المصدر كذلك يعمل عمل الفعل وينوب عنه ، لكن تدخل عليه العوامل لتؤثر فيه عكس اسم الفعل ، ففي قوله - صلى الـ ـله عليه وسـ ـلم - ( رفقًا بالقوارير) ناب المصدر عن الفعل ، فكأنه قال : ( ارفق بالقوارير) ، وهذا المصدر معرب وليس مبنيا رغم أنه ناب عن الفعل ، لأنه تأثر بعامل نصبه ، وهو فعل محذوف ، وتقدير الكلام : ( ارفق رفقًا بالقوارير) ، نفس الشيء بالنسبة لقوله - صلى الله عليه وسلم - ( صبرًا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة) ، والتقدير : ( اصبروا صبرا) ، أما مشابهة أسماء الأفعال للحرف ، فلأن الحرف يؤثر ولا يتأثر بعوامل تسبقه ( يعمل في غيره ، ولا يعمل غيره فيه ، وهذا أيضا بالنسبة لاسم الفعل.
الأسماء الموصولة:
- يقصد - رحمه الله - في قوله ( أو كافتقار أصلا) الأسماء الموصولة ، لأنها مفتقرة إلى ما بعدها ، فإذا قلت : ( هذا الذي...) تلاحظ أن هذا الاسم ( الذي) مبهم ، ويحتاج إلى ما بعده ، فإذا قلت ( هذا الذي أكرمني) ، أصبح المعنى واضحا ، فالاسم الموصول ( الذي) مفتقر إلى صلة الموصول ( أكرمني) ، لكن لماذا قال ( أصلا)؟ الجواب هو حتى يوضح أن افتقار الاسم الموصول إلى صلته أصلي ، بخلاف افتقار المضاف إلى مضاف إليه ، وركزوا : عندما تقول: (هذا حارسٌ) بالتنوين يكون المعنى واضحا ، أما لو قلت : ( هذا حارسُ) بدون تنوين ، هنا كلمة ( حارسٌ) مفتقرة إلى مضاف إليه ، فتقول مثلا : ( هذا حارسُ المدرسةِ)، فكلمة( حارسُ) بدون تنوين لم تفتقر إلى مضاف إليه إلا بعدما نزعنا التنوين ، أما الأسماء الموصولة فهي مفتقرة دائما إلى صلة.
- آسف إن عقدت الأمر عليكم ، فقد بذلت الجهد ، ركزوا وأعيدوا القراءة ، ولا تحرموني من الدعاء والنصح.
الأستاذ: بوعبدالله بوروينة
فوائد نحوية من أرجوزة الألفية : (الدرس التاسع : المعرب والمبني : تابع) / الشارح : بوعبدالله بوروينة
اكتب تعليقك هنا