مِن مساوئ المدح أنَّه يُدخِل الغيرة في قُلوب الأصحاب ، فكثرة مدح النَّاس لأحد ما وإعجابهم به ؛ يكون مدخل إبليـ ـس إلىٰ قلب صاحبه ، فيبدأ بالتساؤل : ما الفارق بيني وبينه ؟ لماذا هُو ولستُ أنا ؟ فيُحاول مُجاراته وعلىٰ الأغلب يفشل ، فتكون الغيرة القاصمة ، والغيرة تُورِّث الحسد ، والحسد يُولِّد الحقد ، والحقد يُنتِج الكُره ، والكراهية تدفع إلىٰ الخلاف ، والخلاف يُخرِج الطَّعن ، والطَّعن سببٌ للافتراء ، والافتراء يُنهي مُروءة الرَّجل .
فلرُبَّ كلمةٍ استحسنتَها في حقِّ رجل فقُلتَها فجاء ذا وكرَّرها وأتىٰ ذاك وأعادها وأنتُم ما بنيِّتكم غير الودِّ والأُلفة ؛ لا تدرون ما في القُلوب والخفايا ، فتهدمون ما بين الأحباب حيثُ أردتُم الرَّبط بين الأغراب ، وكنتُم سببًا غير مرئي في خلافٍ طار به إبلـ ـيس ولا يعلمه غير الـ ـلّٰه .
فاتَّقوا خُطورة المدح، واعلموا أنَّ بعض الكَلام كِلام .
من مساوئ المدح ..
اكتب تعليقك هنا