قال الشاعر مرثـ ـد بن عـ ـبد الـ ـله :
يَا طَيرُ مَهلًا أوقِفِ التَّغرِيدَا
مَا نَاحَ طَيرٌ أو تَرَنَّمَ بَاكِيًا
إلَّا وَفِي قَلبِ المُحِبِّ صَدِيدَا
دِمَنٌ وَرَسمٌ قَد بَلَى بِدِيَارِهَا
جَعَلُوا فُؤَادِي خَائِفًا رِعدِيدَا
يَشكُو الغَرَامَ وَبَينَهَا وَزَمَانَهُ
دَهرٌ يُحَزِّنُ مَن يَعِيشُ سَعِيدَا
فَوَقَفتُ فِيهَا وَالطُّلُولُ كَأنَّهَا
نَخلٌ بَلَى لَم يَبقَ فِيهِ جَرِيدَا
لَم تَسلُ نَفسِي عَن غَرَامٍ صَابَهَا
كَيفَ السُّلُوُّ وَقَد خُلِقتُ مُرِيدَا
لِـ ـلهِ أشكُو مَالَقِيتُ مِنَ النَّوَى
رَبَّاهُ قَرِّب مَن أَرَاهُ بَعِيدَا
لَولَا رِجَالٌ قَد تَعَالَى مَجدُهُم
مَا كُنتُ عَن قَولِ النَّسِيبِ زَهِيدَا
أفعَالُهُم عِندَ اللِقَا مَعلُومَةٌ
وَسُيُوفُهُم لَا تَقبَلُ التَّغمِيدَا
وَلَهُم عُلُوٌّ فَوقَ كُلِّ مُنَافِسٍ
وَشَجَاعَةٌ كَم أرعَبَت صِندِيدَا
أحلَامُهُم تَزِنُ الجِبَالَ وَبَأسُهُم
فِي المَعـ ـمَعَاتِ كَمَا تَرَاهُ شَدِيدَا
قَومٌ كِرَامٌ لَا تَهِرُّ كِلَابُهُم
ضَيفًا ، وَلَيسَ نَدَاهُمُ المَحدُودَا
مَا قَد تَجَـ ـندَلَ سَيدٌ فِي سَـ ـاحَةٍ
حَتَّى يُقَدِّمُوا لِلخُطُوبِ رَشِيدَا
وَإذَا النَّـ ـوَائِبُ قَد أتَت لِبَلَاءِهِم
كَانُوا بِوَجهِ النَّائِبَاتِ حَدِيدَا
وَإذَا الطُّيُورُ أتَت تَرَومُ جِوَارَهُم
وَقَفُوا أمَامَ الصَّائِدِينَ سُدُودَا
مَا إن تَكَلَّمَ وَاحِدٌ مِن جُندِهِم
فَيَقُولَ رَأيًا مُحكَمًا وَسَدِيدَا
كَرُّوا عَلَى جَيشِ العَـ ـدُوِّ كَأنَّهُم
رِيحٌ وَتَحمِلُ صَرصَرًا وَصَرِيدَا
الـ ـلهُ أرسَلَهُم لِنُصـ ـرَةِ دِيـ ـنِهِ
لِيُعِيدَ مَجـ ـدًا فِي البِـ ـلَادِ تَلِيدَا
اكتب تعليقك هنا