فوائد نحوية من الألفية ( الدرس الحادي والعشرون)
المثنى ( تابع)
- تطرقنا في الدرس الفارط إلى المثنى ، وقلنا أنه مادل على اثنين بزيادة ألف ونون أغنت عن متعاطفين مثل رجلان ( رجل + رجل) ، وذكرنا كلمتي ( كلا - كلتا) ، وقلنا أنهما ملحقتان بالمثنى ، فلا مفرد لهما ، ولا تعربان إعراب المثنى إلا بشرط إضافتهما إلى ضمير تثنية ( كما - هما) وإلا أعربناهما إعراب الاسم المقصور ( لا داعي للإعادة ، ارجعوا إلى المنشور السابق).
- الآن أحبتي نتطرق إلى ما تبقى ، ونشرح قول المؤلف - رحمه الله -
( كلتا كذاك اثنان واثنتان
كابنين وابنتين يجريان)
- كلتا انتهينا منها ( مثل كلا) ، أما ( اثنان واثنتان) فهما ملحقتان بالمثنى ، فلا مفرد لهما ، رغم أن المثنى مشتق من كلمة ( اثنان) ، واحذفوا الألف واللام وانظروا ، ستصبح الكلمتان ( اثن - اثنت) ، وهذا لا يعقل ، إذن هما تجريان مجرى كلمتي ( ابنين - وابنتين).
- الآن نتطرق إلى نوع آخر ، وركزوا معي :
- قال - تعالى - ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين) ، هيا نعرب معا:
أبوا: اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ، نيابة عن الضمة ،لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم ، في محل جر مضاف إليه
مؤمنين : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة ، لأنه مثنى.
- ستعترضون ، وتقولون : لماذا ( أبواه) ملحق بالمثنى وليس مثنى؟ حسنا ، أصغوا جيدا:
- ألم نقل أن المثنى هو كلمة دلت على مثنى بزيادة ألف ونون أغنت عن متعاطفين؟ بلى ، الآن هل كلمة ( أبواه) أغنت عن ( أب + أب) أم ( أب + أم) ؟ طبعا ( أب + أم) ، إذن فلا يصدق تعريف المثنى على كلمة ( أبوان) هنا ، أما لو قلت : ( جاء الأبوان) وأنت تقصد ( أب + أب) فهنا تكون مثنى ، وكذلك كلمة ( القمران) إذا قصد بها ( الشمس والقمر) ، ونكمل شرح البيت ( وتخلف الياء في جميعها الألف
جرا ونصبا بعد فتح قد ألف).
- يقصد أن المثنى عند جره و نصبه نعوض الألف بالياء ، وهذا في الملحق أيضا ، لأنه قال ( في جميعها) أي (المثنى - كلا كلتا - اثنان - اثنتان) ، ثم نبهنا إلى ملاحظة ، وهي أن ياء المثنى تكون مسبوقة بحرف مفتوح ، وهذا حتى نميز المثنى عن جمع المذكر السالم ، فكلمة ( فلاحا) تصبح عند التثنية ( فلاحَينِ) بفتح الحاء، وعند الجمع ( فلاحِينَ) بكسر الحاء ، لكن حتى هذا غير كاف لنميز المثنى عن جمع المذكر السالم وسيأتي إن شاء الله.
ملاحظة: هناك لغة بعض القبائل يجعلون المثنى مقصورا ، فيقولون ( جاء الرجلان - رأيت الرجلان - مررت بالرجلان) ، قال - تعالى - ( إنَّ هذان لساحران) ، برواية تشديد النون.
- انتهيت من المثنى بحمد الله ، واعذروني على الإطالة ، ولا تحرموني من الدعاء و النصح.
الأستاذ: بوعبدالله بوروينة
 |
| فوائد نحوية من الألفية : (الدرس 21 : المثنى / تابع) / الشارح : بوعبدالله بوروينة |
اكتب تعليقك هنا