من أعظم ما يجدر بطالب العلم العناية به ، أن يحرص على التعامل مع الأفكار والمفكرين بقاعدة " الحق والباطل " وليس بقاعدة " شخصية المتكلم ". حين تتعامل بالقاعدة الأولى ، تكون أدنى لمعرفة الحق والصواب ، كما أنك تكون أخلص نية ، وأسلم طوية ، وأسلم ضميراً ، وأقدر على التماس العذر بحسب الإمكان ، لأن هدفك هنا هو الحق والباطل . أما حين تتعامل بالقاعدة الثانية ، فإنك تكون أبعد عن معرفة الحق والصواب ، كما أنك مدخول النـ ـية ، مشحون النفس ، وأعجز عن التماس العذر بحسب الإمكان ، لأن هدفك هنا هو إسقاط هذه الشخصية أو تفخيمها.
ثم اعلم أنه من أكبر ما يعينك على هذا الأمر وسلوك هذا الطريق ، بعد كثرة التضـ ـرع إلى الـ ـله تعـ ـالى بهدايتك للحق وتوفيقك للرشاد وتيسير الإصابة لك ، أن تقرأ للفريق المؤيد لهذا الفكـ ـر وأعلامه ، وللفريق المعـ ـارض لهذا الفكر وأعلامه ، وللفريق السالك سبيل الاجتـ ـهاد في محاكمة الأقوال إلى ميزان الحق ، دونما اعتبار للأشخاص والمذاهب . وذلك لأن التنقل بين هذه الأروقة ، والتقلب في مجالات هذه النقود والتدافعات ، حري أن يكشف لك الكثير مما قد يغيب عنك وتغفل عنه ويلتبس عليك.
واذكر - بـ ـارك الـ ـله فيك - أن العاقل لا يعرف سوى الدليل ، أما دني الهـ ـمة فهو إمّعة يتبع الصوت الغالب.
نور الديـ ـن قوطيط
لا تتعامل مع الأفكار بقاعدة شخصية المتكلم
اكتب تعليقك هنا