بين دماءٍ وحطامٍ ، رحلَ الناس وذهبت ريحهم ، وتوارت منازلهم فساوت لبِناتُها الأرض .. ألقيت ببصري إلى الأفق ، فتلاشت آمالى وأحلامي التي انعقدت طيلةَ الأزمان ، وانحَسر كل القلق الذي يساورني حول غَياهِب المجهول .
فتحت مصحفي وطفقتُ أتفحَّص فيه ، فوجدت ذكر " خَالدين " في خمسةٍ وعشرين موضعًا باختلاف الصيغ والأحوال . من موتٍ إلى بعثٍ ، ومن اختبارٍ إلى حسابٍ ، ومن دنيا إلى نعيمٍ أو جحيمٍ ، سيؤول كل امرئٍ أخيرًا إلى خلوده المحتوم . ألهذا أبَتِ السـ ـماوات والأرض والجبال أن يحْمِلْنها ، وحَملها الإنسانُ، إنَّه كان ظلُومًا جهُولًا !
بين صمتٍ وخوفٍ وحزنٍ ، تأمَّلتُ حالي حول مصارع الزمان ، أشهد حادثةً وأتبِعُها بأخرى ، وأُشيِّع ميِّتًا وأنتظر آخر ، وأتنازَعُ بينهم كأسا الألم والأمل ، وأخشى أن يغُرَّني بالـ ـله الغرُور .
منقول (تليغرام)
تصوير : عمار الزير.
اكتب تعليقك هنا