أخر الاخبار

تلخيص : " رسالة في الآداب " / تأليف : عبد الفتاح أبو غدة (مطالعة الجزء الأول من الملخص)

رِسالة : عـبدُ الـفـتّاحِ أبـو غـدّة ← إذا دخَـلـتَ دارَك أغْـلِـقِ الـبابَ بِـيَـدِ ك إغْـلاقـاً رَفِـيـقـاً ، وأشْـعِـرْ مَـن فِــيـهـا بِـدُخـولـك قــبْـلَ وُصـولـك إلـيـهـمْ ، لِـئـلّا يَـرْتـاعـوا بمُفاجَـئـتِـك . وإذا كـان بَعْـضُ أهْـلِـك قارًّا في حُجْـرَتهِ من دارِك ، وأردْتَ الـدّخولَ عـلـيهِ فـاسْـتـأذِن ، لِـئـلّا تـراهُ عـلى حـالٍ لا يُـحِـبُّ أوْلا تُـحِـبُّ أن تـراهُ عَـلـيْـهـا.

   كـان الـصّـحـابـة يَـقْــرَعُـون بـابَ الـنّـبِـيِّ بِـالأظـافِــرِ . أمّـا مَـن بَـعُـدَ عَــنِ الـبـاب فـيُـقـرَع عَـلـيْـهِ قـرعاً يَـسْـمَـعُـهُ في مَـكـانهِ من غـيـرِ عُـنْـفٍ . ويَـنـبَغِي أن تجْـعـلَ بَـيـن الـدّقـتـيْـنِ زمـنـاً غـيـرَ قـلـيـلٍ ، لـيَـفْـرُغ الـمُـتـوَضِّـئُ مِـن وضـوئـهِ في مَـهَـلٍ وقـدَّرَ بَـعـضُ الـعُـلـماءِ الانـتِـظارَ بَـيـن الـدّقـتـيْـنِ بمِـقـدارِ صَـلاةِ أرْبـعِ رَكـعاتٍ إذ قـدْ يَـكـونُ في بَـدْءِ طـرْقِـك الـبابَ قـدْ بَـدأ بِـصـلاتِـها .

   وإذا طـرقـتَ ثـلاث مَـرّاتٍ مُـتـباعِـدةٍ ، فـلم يَخْـرُجْ فانْـصـرِفْ ، فـإنـهُ لـو كـان غـيـرَ مَـشـغـولٍ عـنـك لـخـرجَ إلـيـك ؛ قـال الـنـبيّ : (( إذا اسْـتـأذن أحَـدُكـمْ ثـلاثـاً فـلـمْ يُـؤذنْ له فـلـيَـنْـصَـرِفْ )) وإذا قـيـلَ لـك : من هـذا ؟ فـقـلْ : فـلانٌ باسْـمِـك الصَّـريـحِ الـذي تُـعْـرفُ بهِ ، ولا تـقــلْ : واحِـدٌ ، أو أنـا ، أو شـخْـصٌ ؛ فــإن هــذهِ الألـفـاظ لا تـفِــيـدُ الـسّـائــلَ مِـن خـلـفِ الـباب مَـعْـرِفـة بالـشّـخْـصِ الـطارقِ ، ولا يَـصِـحُّ لـك أن تـعْـتـمِـدَ عـلى أنّ صَـوتـك مَـعْـروفٌ عِـنْـدَ مَـن تـطـرُقُ عـلـيـهِ ، فـإنّ الأصْـواتَ تـلـتـبِـسُ وتـشْـتـبِـهُ وإنّ الـنّـغْـمَـة تُـشْـبِهُ الـنّـغْـمَـة ، ولـيْــسَ كــلُّ مَـن فـي الـدّارِ الـتي تـطـرُقُ يَـعْـرِفُ صَـوْتـك وحِـسَّـك .

   ولا تـقِـفْ عِـنْـدَ اسْـتِـئْـذانِـك أمـامَ فُــتْـحَـةِ الـبـاب ، ولـكِـن خُـذ يَـمْـنَـة أو يَـسْــرَة . وإن اعْــتــذرَ لـك أحَــدُ إخْــوانــك عَــن قــبــولِ زيــارتــك لــهُ فـاعْـذرهُ ، فـإنـهُ أدرَى بـحـالِ بَـيْـتـهِ ومُـلابـساتِ شـأنـهِ ، وكـان مِـن أدب الـسّـلـفِ عِـنـدَ زِيارتهـمْ ، أن يـقـولَ الـزّائـرُ للـمَـزورِ : " لـعَـلـهُ بـدا لـك مانعٌ " ، تـمْهِـيـداً لِـبَـسْــطِ الـعُـذرِ مِـن الـمَــزُورِ فِــيـمـا لــوِ اعْــتــذرَ ؛ ﴿ وإنْ قِــيــلَ لـكـمُ ارجـعـــوا فـارْجـعـوا هـو أزْكـى لـكُـمْ ﴾ . ويُـحْـرَجُ بعْـضُـهـمْ بـزيارةِ من لا يَـرْغـبُ بـلِـقـائـهِ فـيُـضْـطـرّ إلى الإخْـبارِ بعَـدمِ وُجـودهِ في الـبَـيْـتِ ، فـيَـقـعُ مِنهُ الـكـذبُ ، ويَـتـعَـلـمُ صِـغـارهُ مِـنهُ ذلـك الخُـلـقَ الـمَـكْـروهَ أيـضاً • 

   ومن نـظـرَ إلى جَـوْفِ بَـيْـتٍ قــبْــلَ أن يَـسْـتـأذن ؛ صـارَ في حُـكـمِ الـدّاخـلِ إلـيـهِ بـلا اسْـتِـئـذانٍ ، وهـو مُـحَـرّمٌ عـلـيـهِ قال الـنـبيّ : (( إنّما جُـعِـلَ الاسْـتِـئـذانُ مِـنْ أجْـلِ الـبَـصَـرِ )) . وقـبـلَ الـدّخـولِ إلى بَـيْـتـك أو بـيْـتِ أخـيـك انـظـرْ فـي نـعْـلـيْـك ، فـإذا رأيْـتَ فـيـهِـمـا شـيْـئـاً مـن آثـارِ الـطـريـقِ فـأمِـطـهُ عـنْـهُــمـا ، وادْلـكـهُـما فـي الأرضِ لـيَـنـزاحَ عـنهُـمـا مـا عَـلِـق بِـهـمـا . وإذا دَخَـلـتَ فـحـافــظ عـلى بَـصَــرِك مِـن أن يَــقــعَ عـلى داخِـل الـدّارِ أوْ عَـوْرةٍ فِــيـهـا ، فـإنّ ذلِـك عَـيْـبٌ وإسـاءةٌ . واخـلـعْ حِــذاءَك فـي مَـحَـلـهِ ، وصُـفَّ نـعْـلـيْـك أثـناءَ خـلـعِـهِـما . ولا تـنازِع مُـضِـيـفـك في الـمَـكـانِ الذي يُـجْـلِـسُـك فـيه من مَـنـزلـهِ ، ولا تـقـعُـدْ على تـكْـرِمَـتـهِ [ أيْ عـلى الـمَـوْضِـعِ الـخـاصّ لجـلـوسِـهِ مـن فِـراشٍ أو سَـريـرٍ أوْ نـحْـوِهِــمـا ]  ، بـلْ لا تـجْــلِــسْ إلّا حَــيْــث يُـجْــلِــسُــك فـالـنّـاسُ أعْـلـمُ بـعَــوْراتِ بُـيـوتـهـمْ .

   وإذا دخـلـت بَـيْــتـهُ ، وأقـعَــدك فــيـهِ ، فــلا تـتـفـقـدْهُ بِـبَـصَـرِك تـفـقـدَ الـفـاحِـصِ الـمُـمَـحِّـصِ ، بَـلْ غُـضَّ بَـصَـرَك ، قـاصِــراً نـظـرَك عـلـى مـا تـحْـتـاجُ إلـيْـهِ فـحَـسْـبُ ، ولا تـفــتـحْ مُـغـلــقـاً مِـن خِـزانـةٍ ، أوْ صُـرَّةٍ ، أو شـيْءٍ مَـسْـتـورٍ . وتـخَـيَّـرِ الـوَقـتَ الـمُـلائـمَ للـزّيـارةِ ، وإذا زُرْت فـلا تُـطِـلْ ولا تُـثـقِـلْ . وإذا تحَـدَّثـتَ فـلا تـتحَـدَّث إلّا بما يُـناسِـبُ الـمَـقـامَ مَعَ الإيـجـازِ وإذا كـنـتَ صَـغِـيـرَ الـقـوْمِ فـي الـمَـجْـلِـسِ ، فــلا تـتـكـلـمْ إلّا إجـابـة عَـــن سُــؤالٍ يُـوَجّـهُ إلـيْـك مِــن أحَــدِ الـجـالِـسـيـن ، أوْ إلّا إذا عَــلِــمْــتَ أن حَـدِيـثــك وكـلامَـك سـيَـقـعُ مِـنْهُـمْ في مَـوْقِـعهِ ، ويَـسُـرُّهُـمْ ويُـرْضِـيهـمْ •

   وإذا أرَدْتَ المُـصافـحَة فـابدأ بـالأفـضـلِ أوِ الأعْـلـمِ أو الأتـقـى أوِ الأكـبَـرِ ، ولا تـبْــدأ بـأولِ مَـن تــراهُ فـي أولِ الـصَّـفِّ ولـوْ كـان مِـن جـهَــةِ الـيَـمِـيــن إذا كـان مَـفـضـولاً ، وتــدَعِ الـفـاضِـلَ أوِ الأفـضـلَ ، فـإن لـمْ تـعْـرِفِ الأفـضــلَ ، أو تـســاووْا بـالـفـضْـلِ فـابـدأ بـأكْـبَـرِهِــمْ •

   ولا تـجْـلِـس بَـيـن جَـلِـيـسَـيْـنِ ، ولـكـن خـذ نـاحِـيَـتـهُـما يَـمِـيـنـاً أو يَـساراً ؛ قـال الـنـبـيُّ : (( لا يُـجْـلـسُ بَـيْـنَ رَجُـلـيْـنِ إلّا بـإذنِـهِــمـا )) . ويُـسْـتـحَـبُّ لِـمَـن جَـلـسَ بَـيـن اثـنـيْـنِ إذا فـسَـحـا لــه وأكْــرَمــاهُ : أن يَـجْــمَــعَ نـفـسَـهُ ولا يَــتــرَبَّــع . وإذا جَـلـسْـتَ إلـيْـهِــمـا فـلا تُـلـقِ بـسَـمْـعِــك إلـى حـديـثِـهِــمـا ، إلّا إذا كـان غـيْــرَ سِـرٍّ ولا خـاصٍّ بـهـمـا ، فـإنّ تـطـلـعَـك إلـى ذلـك عَـيْـبٌ فـي أخْـلاقِــك ، قـال الـنّـبـي : (( مَــنِ اسْـتـمَـعَ إلـى حَـديـثِ قـوْمٍ وهُـمْ لـهُ كـارِهـونَ صُـبَّ في أذنَـيْـهِ الآنـكُ يَـوْمَ الـقِــيـامَــةِ )) ؛ أيِ الـرَّصـاصُ الـمُــذابُ •

   ولا يَـسُــوغ لـك أن تُـسـارَّ جَـلـيــسَــك بحـديـثٍ إذا كُـنْـتُـمْ ثـلاثـة ، فـإنـك بهـذا تُـوقـعُ عـلـى ثـالـثـكـما إيـحـاشـاً وانـقِـطاعاً عَـنـكـمـا ، قـال الـنّـبـيّ : (( لا يَـتـنـاجَـى اثـنـانِ بَـيْـنـهُـمـا ثـالـث )) ؛ لـمْ يَـقـلْ ( لا يَــتــنــاجَ ) بـصِـيـغـةِ الـنّـهْـي ، وإنـمــا قــالَ : ( لا يَـتـنــاجـى ) بـصـيـغـةِ الـنّـفـيِ والـخـبَـرِ ، إيـذانـاً مِـنـه بـأن هـذا الخـطـأ غـيْـرُ لائِـقٍ أن يَـقـعَ من الـمُـسْـلِـمِ حَـتّـى يُـنـهـى عَـنْـهُ ، لأنـهُ خـطـأ يُـدْرك بـالـفِـطـرةِ . وقــدْ سُـئـل ابـن عُـمَـرَ فـقـيـل لـه : فـــإذا كــانــوا أربَـعـة ؟ قــال : لا يَـضُــرُّك ؛ أيْ لا بــأسَ حِــيــنــئِـــذٍ بـالـمُـسـارَّةِ والـمُـنـاجـاةِ •

   اعــرِفْ للـكـبـيـرِ قـدْرهُ وحَـقـهُ ، فـإذا مـاشـيْـتـهُ فـسِـرْ عـن يَـمِـيـنـهِ مُـتـأخــراً عَـنـه بَـعـض الـشـيْءِ ، وإذا دَخـلـتَ أو خــرَجْــتَ فـقـدِّمْــهُ عـلـيْــك فـي ..

عدد صفحات الكتاب : 126 صفحة.

تنزيل الملخص (بي دي إف)

تنزيل الملخص (ورد)

 

تلخيص : " رسالة في الآداب " / تأليف : عبد الفتاح أبو غدة (تنزيل)

 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -