أخر الاخبار

تلخيص كتاب : " حد الثوب " / تأليف : بكر أبو زيد (تنزيل التلخيص)

حَـدّ الـثـوْب : بكـرُ أبو زيْـد ← عَـوْرة الإنْـسانِ : هيَ ما يَـقـبُـحُ ظهـورُهُ ويُـسْـتحْيَ مِـنهُ . والـسَّـوْآتُ : الـعَـوْراتُ . وسَـتْـرُ العَـوْرة ( بالـنـسـبـة للـرّجُـلِ ) مِـن الـسُّـرَّةِ إلى الـرُّكْـبَـةِ من أوجَـب الـواجـباتِ ، وإن من الـمُـنـكـرِ العَـظـيـمِ ، كـشـفُ العَـوْرةِ وكـما يَـحْـرُمُ ذلـك ، فـإنـهُ يَـحْــرُمُ الـنـظـرُ إلـى عَـوْرةٍ مَـكـشـوفـةٍ .

   قـالَ الـنّـبـيُّ : (( إزرَة المُـؤْمنِ إلى عَـضـلةِ ساقـيْـهِ ، ثـمّ إلى نِـصْـفِ ساقـيْهِ ، ثـمّ إلى الكَـعْـبَـيْـنِ فـمـا كـانَ أسْـفـلَ مِـنْ ذلِـك فـهـوَ في الـنـارِ )) ؛ وهـذا مِـن الـتّـوْسِـعَـةِ لـهَـذهِ الأمّـةِ وعَـضَـلـة الـسّـا قـيْـنِ أعْـلى مِـن أنـصـافِ الـسّـا قـيْــنِ بِـقـلِـيـلٍ .

   والـعَـضَـلـة : كـلّ عَـصَـبَةٍ معـها لـحْـمٌ غـلـيـظ ، ووسَـطها يَـعْـلـوا نِـصْـفَ السّـاقِ بِـقـلِـيـلٍ . والـمُـرادُ بالـكـعْـبَـيْـنِ الـعَـظـما نِ الـنّـا تـئا نِ ( الـبا رِزانِ ) في جـا نـبَـيْ مَـفْـصِـلِ الـسّـاقِ مِـن الـقـدمِ . والـرَّجُــلُ إذا جَـعَــلَ طــرَفَ ثــوْبــهِ إلـى عَــضَــلـةِ الـسّـا قـيْــنِ ، أو إلـى أنـصا فِ الـسّـا قـيْـنِ ، ولمْ يَـكـن عَـلـيهِ سَـراويـلُ ، فـإن الـثـوْبَ لـيْـسَ مِـثـل الإزارِ إذِ الإزارُ ثـا بـتٌ عـلى الـنّـصْـفِ الأسْـفـلِ مِـن الـبَـدَنِ مـن الـسّـرّةِ فـمـا دون ، فــلا يَـرْتـفـعُ عِـنـدَ الـرّكـوعِ والـسّـجـودِ ، أمّـا الـثـوبُ ، فـإذا كــان طولـهُ وطـرَفُـهُ إلـى عَـضَـلـةِ الـسّـا قـيـنِ ، أو إلـى أنـصـا فِ الـسّـا قـيـنِ ، فـإنهُ مع الـرّكـوعِ والـسّـجـودِ تـحْـمِـلـهُ الـكـتِـفـانِ والـظـهْــرُ ؛ فـيَـنْـجَــرُّ إلـى أعْـلـى ، ولـوْ انـكـشـفــتْ عَــوْرَتـهُ وهــو يُـصَـلـي لـبَـطـلـتْ صَــلاتُـهُ .

   قـا لَ الـفُـقـهـاءُ : يَـجِـبُ سَـتْــرُ الـعَــوْرةِ عــنِ الـنـظـرِ حَـتّـى مِـن نَـفـسـهِ ؛ ولـهـذا فــلا يُـسَــن تـقـصِــيــرُ الـثــوْب إلـى عَـضَـلـةِ الـسّـاقِ ، ولا إلى نِـصْـفِ الـسّـاقِ ، وهـذا بِـخِـلافِ الإزارِ ، إضافـة إلى أن حُـسْـن الهَـيْـئَةِ مَـطـلـبٌ شـرْعِـيٌّ ، فالإزارُ إلى عَـضـلةِ الـسّـاقِ ، أو نِـصْـفهِ ، مَـعَ الـرِّداءِ لِـبـا سٌ في غـا يـةِ الـتـنـا سُـب ، وحُـسْــنِ الـلـبْـسَـةِ ، والـلـهُ - سُـبْـحـانـهُ - قــدْ أمَـرَ بـقـدْرٍ زائـدٍ فـي الـصَّـلاةِ عـلى سَـتْـرِ الـعَـوْرةِ ، وهـو : أخْـذ الـزّيـنـةِ ؛ ﴿ يـا بَـنِـي آدمَ خـذوا زِيـنَـتَـكُـمْ عِـنْـدَ كُــلِّ مَـسْـجــدٍ ﴾ . فـيُــكْــرَهُ كــوْنُ ثـيـا بـهِ فــوْق نِـصْــفِ سـا قـهِ ؛ لأن مـا فــوْقـهُ مَـجْـلـبَـة لانـكِـشـا فِ الـعَــوْرةِ غـالـبـاً ، وإشـهـارٌ لِـنَـفْـسِـهِ ويَـتـأذى الـسّـا قـانِ بِـحَــرٍّ أو بَــرْدٍ  .

   أمَــرَ الـنّـبـيُّ سَـلــمَـة بـن الأكْــوَعِ أن يَــزِرَّ قـمِـيـصَهُ ( أيْ جَـيْـبَهُ ويَعْـقِـدَ أزْرارَهُ ) حَـتّى لا تُـرَى عَـوْرتُـهُ من فُـتْحةِ قـمِـيـصِهِ فـتـبْـطـلَ صَـلاتُـهُ .

   تجـا سَـرَ عـلى : " الإسْـبـالِ " كـثِـيـرٌ مِـن الـمُـتْـرَفـيـن . قـال الـنّـبـيُّ : (( الإسْـبـالُ فـي الإزارِ ، والـقـمِـيــصِ ، والـعِــمـامَـةِ ، مَــنْ جَــرَّ مِـنْـهـا شـيْـئـاً خُـيَـلاءً لـمْ يَـنْـظـرِ الـلهُ إلـيْـهِ يَـوْمَ الـقِـيـامَـةِ )) . ﴿ وثـيـابَـكَ فـطـهِّــرْ ﴾ أيْ وثـيابـك فـشَـمِّـرْ ( أيْ قـصِّـرْ ) ، فـإن تـقـصِـيــرَ الـثـيـاب أبْـعَـدُ مِــن الـنـجـاسـةِ ؛ فـإذا انْـجَــرّتْ عـلـى الأرضِ لـمْ يُــؤمَــن أن يُـصِـيـبـهـا مـا يُـنـجِّـسُـهـا ، وقـيــلَ : وثـيا بَـك فأ نقِ . وقـدْ أمَـرَ الـنّـبيّ الـمُـسْـبـلَ بإعادةِ الـوضـوءِ ، وأن الـله لا يَـقـبَـلُ صَـلاة مُـسْـبِـلٍ ، وحَـمَـلَ الـفُـقـهاءُ ذلـك الحـديـث عـلى الإثـمِ مَـعَ صِـحَّـةِ الـصَّـلاةِ خِـلافــاً لابــنِ حَــزْمٍ ، ومَـذهــب أحْـمَـدَ ، الـقـا ئـلِ بـبُــطــلانِ وضــوءِ الـمُـسْــبــلِ وصَـلاتـهِ ، وأن عـلـيْـهِ الإعـادة لـهُـما غـيْـرَ مُـسْـبـلٍ.

   والإسْـبـالُ كـبـيـرَة إن كـان للـخُـيَـلاءِ ، فـإن كـان لِـغـيْـرِ الـخُـيَـلاءِ فـهـو مُـحَـرَّمٌ مَـذمـومٌ . عـلى أنـهُ قـدْ ثـبَـتَ عـنِ الـنّـبـيّ ما يَـقـضِي بـأن مُـجَـرَّدَ الإسْـبالِ : خُـيَـلاءٌ ، ولـو لـمْ يَـقـصِـدِ الـلّابـسُ ذلـك ؛ لأن قـصْــدَ الـخُـيَــلاءِ مِـن أعْـمـالِ الـقـلـوب ، ولـهــذا أنـكـرَ الـنـبـيّ عـلـى الـمُـسْـبـلِ إسْـبالـه دون الـنـظـرِ إلى قـصـدهِ الـخُـيَـلاءَ أم لا .

   ويُـسْـتـثـنى مـن هـذا الأصْـلِ : مَـن لـمْ يَـقـصِـدِ الإسْـبـالَ ؛ لـعـارِضٍ مِـن نِـسْـيـانٍ ، أو اسْـتِـعْـجـالٍ ، أو فـزَعٍ ، أو حالِ غـضَـب ، أو اسْـتِـرْخاءٍ مَـعَ تـعاهـدٍ لـه بـرَفْـعِـهِ ، وكـان أبـو بَـكـرٍ يَـسْـتــرْخـي لـنـحـا فـةِ جـسْـمِـهِ فـيَــنْـجَــرُّ فـيَـتـعـاهــدهُ بـرَفـعِـهِ ، قـال لـه الـنـبـيّ : (( لـسْـتَ مِـمّـن يَـفـعَــلـهُ خُـيَـلاءً )) ، ويُـسْـتـثـنـى أيْـضـاً مَـن أسْـبَــلَ إزارَهُ عـلـى قـدَمَـيْـهِ لِـمَــرَضٍ فـيـهِـمـا ، ونَـحْــوِهِ ، وهـذا كـالـتّــرْخـيـصِ فـي لـبْــسِ الـحَـريـرِ للـحَـكّـةِ ، وكــشـفِ الـعَــوْرَةِ للـتّـداوي ، والـخُـيَـلاءِ في الحَـرْب .

   رخّـصَ الـنّـبـيّ للـنّـسـاءِ بـإ رخـاءِ ذيُــولِ ثـيـا بِـهِـنّ تـحْـتَ الـكـعْـبَـيْـنِ شِـبْـراً ؛ اسْـتِـحْـبـا بـاً لِـسَـتْـرِ الـقـدمَـيْـنِ ، وهـما مِـن عَـوْرةِ الـنّـساءِ ، فـإن كـانـتـا تـنـكـشِـفا نِ فـيُـرْخـيـن ذِراعـاً جـوازاً . وهـذا مَـحَـلّ إجْـمـاعٍ . ويُـقـالُ بأن أولَ امْـرَأةٍ جَـرَّتْ ذيْـلـهـا : هـا جَـرُ أمُّ إسْـماعِـيـلَ .

   الـسّـدْلُ : هـو أن يَـلـتحِـفَ الـمَـرْءُ بـثـوْب ، ويُـدْخِـلُ يَـدَيْهِ من داخـلٍ فـيَـرْكـعُ ويَـسْـجُـدُ ، وهـو كـذلـك ، أوْ هـو أن يُـرْسِـلَ الـرَّجُـلُ ثـوْبَـهُ مِـن غَـيْـرِ أن يَـضُـمَّ جـا نـبَـيْـهِ بَـيْـن يَـديْـهِ ( كـالـعَـبـاءةِ وهـيَ الـمِـشْـلـحُ ) ، فـإ ن ضَـمّـهُ فـلـيْـسَ سَـدْلاً ، وكـانـتِ الـيَـهـودُ تـفْـعَـلهُ ، فـنُهِـيَ المُـسْـلِـمـون عـن ذلـك . وإعادة الـصَّلاةِ للـسَّــا دلِ مِـن مُـفــرَداتِ مَـذهــب الإمـامِ أحـمَـدَ .

   لِـبـا سُ الـشـهْــرةِ رُبّـمـا يُــزْري بصاحـبهِ ، ويُـنْـقِـصُ مُروءتهُ ؛ فـيَـنـبَغي أن يَـلـبَـسَ الإنـسانُ ما يَـلـبَـسُهُ أهـلُ بَـلدهِ وعَـشِـيـرَتـهِ ؛ لِـئلّا يُـشارَ إلـيْـهِ بـالأصابـعِ بالـخِـفّـةِ ، وفـقـدانِ الـتّـوازنِ ، ويَـكـونُ ذلـك سَـبَـباً إلى حَـمْـلِـهـمْ عـلى غـيْـبَـتِـهِ . قالَ الـنّـبيّ : (( مَـن لـبِـسَ لِـباسَ شُهْـرَةٍ ألـبَـسَـهُ الـلـهُ يَــوْمَ الـقِــيـامَـةِ ثـوْبَ مَـذلـةٍ ، ثـمَّ تُـلهَـبُ فـيهِ الـنارُ )) . وتَـحْـصُـلُ الـشهْـرَةُ بِـتَـمَـيّـزٍ عـنِ الـمُـعْـتـادِ : بـلـونٍ ، أو صِـفةِ تـفـصِـيـلٍ للـثـوْب وشـكـلٍ لـهُ أو هـيْـئـةٍ فـي الـلـبْـسِ ، أو مُـرْتـفـعٍ أو مُـنْـخَـفـضٍ عـنِ العـادةِ.      

عدد صفحات الكتاب هو : 31 صفحة 

تنزيل التلخيص 

 

تلخيص كتاب : " حد الثوب " / تأليف : بكر أبو زيد (تنزيل التلخيص)

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -