كتب بعضهم :
مع اقتراب حلول شهر رمـ ـضان المبـ ـارك نستذكر وإياكم عوائل المسـ ـلمين من الشهـ ـداء والفقراء والمتعـ ـففين الذين أوصانا الـ ـله تـ ـبارك وتعـ ـالى فيهم خيراً ، حيث قال سبـ ـحانه وتعـ ـالى { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِـ ـينًا وَيَتِيـ ـمًا وَأَسِـ ـيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الـ ـلَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَـ ـزَاءً وَلَا شُـ ـكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّـ ـنَا يَوْمًا عَبُـ ـوسًا قَمْـ ـطَرِيرًا } [الانسان] .
فنوصي كل المسـ ـلمين فيهم خيراً ومع حلول هذا الشهر الكريم نوصيكم بوصالهم وإسعادهم والتكفل بطعـ ـامهم وهذا حقهم الذي أمر الـ ـله تبـ ـارك وتعالى به أن يوصـ ـل ، ونهيب برجال المسـ ـلمين ونسـ ـائهم بوصال الذين يعرفونهم من عوائل شـ ـهداء وفقـ ـراء المسـ ـلمين بارك الـ ـله فيكم.
* * *
لو أراد الـ ـله خَلْقاً لا يُـ ـذنِب أحد مِنهم قط ولا يعصونَ الـ ـله ما أمرهُم ويفعلونَ ما يؤمرون = لَخلقَ خَلْـ ـقاً يُشبه الملا ئكة - صـ ـلوات الـ ـله عليهم وسـ ـلامه - أو ربما جعلهم مِن المـ ـلائكة .
لكنه - تبـ ـارك وتعـ ـالى - أراد خَلْقاً مختلفاً عن جنـ ـسِ الملا ئكة ، أرادَ كائناً يُخطئ فيهرع إلى التـ ـوبة ، ويُذنِب فيُسـ ـرِع إلى الاستغـ ـفار ، ويعصي فيهرول إلى مرضاة ربـ ـه ، تائِباً عا بِداً نظيـ ـفاً تقـ ـياً عفـ ـيفاً.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تُذنِبوا لَذهبَ الـ ـلهُ بِكُم ، وجاءَ بقومٍ يُذ نِبون ، فيستغفِـ ـرون الـ ـله ، فيغفِر لهُم .
وهؤلاء هُم الذين إذا فعلوا فاحِـ ـشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الـ ـله فاستغـ ـفَروا لِذنوبهِه وتابوا إليه ، وعلِموا أنهُ لا يغفِر الذنـ ـوب إلا الـ ـله ، وأيقنوا أنَّ الـ ـله يُحِب مَن يتو ب إليه ويُحِب كلمات الاسـ ـتغفار التي تخرج مِن قلب عبـ ـدهِ الضـ ـعيف الحزين ، وفقهوا أنَّ الـ ـله سيقبلهم بِرغم ذنو بهم الكثيرة وأخطا ئهم العظيمة .
فكونوا لما خلقَـ ـكُم الـ ـله لهُ ، وما خلقَـ ـكُم الـ ـله عليه بطبيعتِكم التي أرادها ، ولا تأملوا عصـ ـمةً كالملا ئكة ، ولا تظلّوا عُصاةً كالشـ ـياطين ، ولكِن كونوا عِـ ـباد الـ ـله المُخلـ ـصين التا ئِبين الأوّا بـين ..
- اللهـ ـم اغـ ـفر لنا وارحـ ـمنا -
مع اقتراب شهر الصوم لا تنسوا الفقراء والمتعففين .. (نصيحة)
اكتب تعليقك هنا