أخر الاخبار

الموت وطول الأمل في الدنيا ..

 لو كان المـ ـوت هو آخر المطاف بالإنسان لكان الأمر هيّنًا، ولكن كما يقولُ القائل:


وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا
لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ

وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا
وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ

واعلم رعاكَ الله أنّ أكثر شيءٍ يجعل الإنسان مُتعلقًا بالدّنيا، وينسيهِ المـ ـوت وما بعده من أهوال هو طُول الأمل، فالإنسان يؤمّل أن يعيش في الدّنيا طويلًا، فيغفل كثيرًا عن هذه الحقيقة، وكم غرّ طُول الأملِ من أناسٍ كانوا يظنّون أنهم سيعملوا صالحًا، وكانوا يقولون أنهم في آخر أعمارهم سيرجِعون ويتوبون ويُنيبون إلىٰ ربّهم سُبحانه  ولكن المـ ـوت باغتهم فجأة!.

وإنّ من أفضل الأمور التي تُعين علىٰ تقصير الأمل في هذه الفانية: "تذكُّر المـ ـوت"
فعندما تتذكّر المـ ـوت ترى الدّنيا علىٰ حقيقتها، ويقصرُ أملك فيها، يقول بعض السّلف:
"ما ترك ذِكرُ المـ ـوت لنا قرّة عينٍ في أهلٍ ولا مال".

وذِكر المـ ـوت يردع الإنسان عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويمنع من الرّكون إلى الدّنيا، ويُهوِّن المصائب، لهذا فليحرص المُسلم علىٰ أن لا يغفل عن هذهِ الحقيقة التي هو إليها صائر
فإنّه إذا تذكّر المـ ـوت دومًا يبقى على جانب من محاسبة النّفس، ويقلُّ عنده الأمل، وينشط في عبادته، وفي التّزويد بزاد التّقوىٰ.

رُوِيَ أنّ أحد السلف كان في جنازة فقال لأحد الحاضرين: « أترىٰ أنّ هذا الميـ ـت لو رد إلى الدّنيا ماذا سيفعل؟ قال: سيتزود بالعمل الصّالح، قال: إذا لم يكن هو فكن أنت ».

فلا ينسى احد منكم مصيرهُ وحال مُستقبله فمستقبل الإنسان الحقيقي هو الموت، ونهاية البشريّة:

﴿ فرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ في السّعِيرِ ﴾

نسأله سُبحانه حُسن الخاتمة



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -