أخر الاخبار

لا يشترط أن تكون عالما كي تعلم الناس ..

    مما ينتفع الإنسان به بعد موته العلم النافع الذي يتركه لمن خلفه، وما زلنا نتعلم ونستفيد مما خلّفه لنا علماء الإسلام السابقون، مِن عهد الصحابة إلى يوم الناس هذا، وكل مسألة يستفيد منها المسلمون تعود بالأجر على مَن أفادها إلى يوم القيامة، وكما حثت نصوص الكتاب والسنة على اكتساب العلم فقد حثت كذلك على إنفاقه وتبليغه، بل قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بلغوا عني ولو آية) . [البخاري]

   فلا يشترط في المسلم أن يكون عالماً كي يُعلّم، بل يعلّم من يستطيع ما يعلَم، ولو كانت آية واحدة أو حديثاً واحداً أو مسألةً واحدة، لينتشر العلم بين المسلمين، ويكون لناشره من بعده أجر جارٍ .

   وقد أدرك سلفنا الصالح هذا، فكانوا ملازمين للعلم والتعليم إلى نهاية أعمارهم، ليكون علمهم من بعدهم سببا في إجراء الحسنات لهم .

   قال تلميذ أبي يوسف القاضي -رحمه الله-: "مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، ما تقول في مسألة ؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟!
قال: ولا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج" إلى أن قال: "ثم قمتُ من عندهِ فما بلغتُ باب دارِهِ حتى سمعتُ الصراخ عليه وإذا هو قدْ مات" .

   فتأمل حرصهم على إتيان أسباب إدامة الأجور حتى في آخر لحظة في الحياة، وفي المقابل نجد مِن الناس مَن ترك خلفه مِن الضلال ما يحمل به وزر كل مَن تبعه مِن بعده، فمنهم الأئمة المضلون، ومنهم الشعراء الغاوون، ومنهم الكتاب الفتّانون، ومنهم من ينشر المحرمات على الشبكة العنكبوتية لتبقى أوزارا تثقل ميزان سيئاته كلما رآها أحد مِن بعده .

    فلابد للمرء أن يتفكر بكل ما سيبقى بعده ، ويحسب له حساباً .


لا يشترط أن تكون عالما كي تعلم الناس ..


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -