أخر الاخبار

زكاة الفطر .. / كتبه : بوعبدالله بوروينة

زكاة الفطر:

 - كما وعدت أحبتي الأفاضل ، سأكتب حول زكاة الفطر ، لكن بأسلوب بعيد عن الجدال والسطحية.

 - قبل كل شيء ما رأيكم في قوم اعتمروا ( أدوا العمرة ) ، لكن بدون أن يسعوا أو يطوفوا بالكعبة ، بل لم يدخلوا المسجد الحرام أصلا ؟

 - ربما ستقولون هذه ليست عمرة ، لكن أقول لكم أنها عمرة ، تكون بالإحرام والحلق والهدي ، وهذا لوجود حابس ( مانع) ، وابحثوا عن أول عمرة اعتمرها رسول الـ ـله - صلى الله عليه وسلم - لكن للأسف نخوض في مسائل بدون علم ، وانظروا العلماء يستنتجون من عمرة الحديبية جواز الاعتمار لوجود حابس ، استعملوا عقولهم في استنباط الحكم من النص ، لا في مخالفة النص ، وهذا هو الفرق بين دعاة الهداية ودعاة الضلالة ، الذين يسيطرون على الساحة .

 - أتوجه إلى من ينكر إجزاء إخراج زكاة الفطر نقدا ، وأقول : لا تناقشوهم بالطريقة المعتادة ، لأن دليلهم ليس النصوص ، هم يتمسحون بأبي حنيفة وعمر بن عبد العزيز ، لكن لا تعرفون دليلهم الحقيقي ، إنه الإعلام ، و الشؤون الدينية ، فوالـ ـله لو وجدوا ألف دليل بأن أبا حنيفة أو غيره ، تراجع عن فتواه ما صدقوه ، هم يحكمون ثم يبحثون عن الدليل ، عكس أهل السنة .

 - أرجع إلى الموضوع ، وأسأل من يخرج زكاة الفطر نقدا ، وأقول : من أفطر معذورا في رمضان ، ماذا يفعل ؟ هل يطعم مسكينا أم يخرج القيمة نقدا ؟ لا أظنك تقول نقدا ، فإطعام المسكين فدية لليوم الذي أفطره ، كذلك زكاة الفطر ، تعوض وتتدارك أي خلل أو تقصير وقع في الصوم خلال الشهر كله ، وفي الحديث : (زكاة الفطر طهرة للصائم من الرفث والغلو طعمة للمساكين) ، انظر كلمة ( طعمة) ، إذن هي شعيرة مثل أضحية العيد ، ومثل كفارة اليمين ، والظهار ، ولا تتحجج بمصلحة الفقير ، لأن الذي شرعها أعلم منك بمصلحة الفقير ، فإن جادلت فاقول لك : إذا كنت تنظر إلى مصلحة الفقير لماذا تخرج 120 دينارا ( ثمن الدقيق)؟ أخرجها أيها الكريم بقيمة التمر أو الحمص أو حتى الزبيب.

 - سؤال آخر : أنت عندك طريقان لإخراج زكاة الفطر : الأولى طعاما ، وأنت متأكد أنه لا خلاف في إجزائها ، والطريق الثاني فيه شك ( اختلاف) ، لو كنت ستنال سيارة أو بيتا ، هل تمضي مع الطريق الذي لا خلاف فيه أم الذي فيه خلاف ؟ 

 - سؤال أخير: إذا كانت مصلحة الفقير في إخراجها بعد صلاة العيد ، ماذا تفعل ؟ والـله أفسدتم الدين بمخالفتكم النصوص ، وأزيدكم شيئا : بدون أن تدرس أصول الفقه والمصطلح ليس لك حق أن تناقش ، قل أنا أقلد وكفى ، فحتى قول الصحابي لا يكون حجة إلا بشروط ، منها ألا يكون قوله من مسائل الاجتهاد ، وهذه مسألة اجتهادية ومن فعلها أو قالها ليس صحابيا ، إضافة إلى معارضتها للنص.

- المقال نشرته في 22 أفريل 2022
الأستاذ: بوعبدالله بوروينة
 
زكاة الفطر .. / كتبه : بوعبدالله بوروينة

 


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -