يا صـ ـحابيَّة ، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم ، دعاء الوالدين فتَّاك!
رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة ، فسأله : ما الذي أصابك ؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ ، فَشُلَّتْ ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية ، فكيف في الإسـ ـلام ؟!
وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض ، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل ، فسُئلَ عن ذلك ، فقال : هذا بدعاء أُمي ! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً ، وربتطه بخيطٍ في رجله ، فجذبته ، فانقطعتْ رجله ! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ : قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله ! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم ، سقطتُ عن الدابة ، فانكسرتْ رجلي ، ووجبَ قطعها !
أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله ، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة ، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية ! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع ، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة !
ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت ، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها!
لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق ، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين ، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب ، عدم التوفيق شقاء !
وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم ، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة ! قولي للولد: هداكَ الـ ـله ! وقولي للبنت: أصلحكِ الله ! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم !
إياك والدعاء على أولادك .. (نصيحة)
اكتب تعليقك هنا